"تويتر" يتخذ إجراءات لزيادة الشفافية بعد أزمة وسائل التواصل في الانتخابات الأمريكية الأخيرة
خاص سياسي - أحمد علي
يبدأ تويتر في الكشف عن هوية المعلنين على صفحاته وإظهار ما يتبع لهم من مواد إعلانية في إطار خطوة جديدة باتجاه تحقيق الشفافية في أعقاب انتخابات الرئاسة الأمريكية التي أجريت العام الماضي.
وبحسب صحيفة "أد إيدج" المتخصصة في مجال الدعاية والتوسيق، أعلن موقع التواصل الاجتماعي إنشاء مركز لشفافية الإعلان ليقوم بالكشف عن كافة المواد الإعلانية التي تظهر على المنصة في أي وقت، ويشمل ذلك الفيديو الإعلاني الذي يظهر قبل عرض محتوى، مما يعني أنه لن يكون بإمكان المعلنين بعد الآن إنشاء مواد إعلانية لا تكون مرئية سوى للمتلقين المستهدفين. ويستمر تويتر في إتاحة تلك المنشورات المستهدفة، لكن الجميع سيتمكن من رؤيتها.
وجاءت تلك الجهود التي تستهدف تحقيق الشفافية نتيجة للنشاط الاحتيالي الذي غزا وسائل التواصل الاجتماعي خلال الانتخابات الأمريكية، حيث قامت مجموعات تعمل في الظل وتخفي هويتها الحقيقية، بنشر معلومات مضللة على فيس بوك وتويتر ويوتيوب وغيرها، إذ يحقق الكونجرس الأمريكي حاليا في الاستخدام غير المشروع لوسائل التواصل الاجتماعي خلال انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة، وقد عقد الكونجرس جلسة استماع لمسؤولين قياديين في تويتر وفيس بوك وجوجل لسماع ما لديهم في هذا الشأن في مطلع نوفمبر الجاري.
وقد تقدم ثلاثة من أعضاء الكونجرس بالفعل بمشروع قانون يطالب بمزيد من الإفصاح عن المعلومات عند محتويات المواد الدعائية السياسية، بينما توجه رئيس مكتب الدعاية التفاعلية راندال روثنبرج إلى مقر الكونجرس في "كابيتول هيل" لحث المشرعين على أن يسمحوا لمنصات التواصل الاجتماعي تلك بحل المشكلة بدلا من فرض قوانين تنظيمية جديدة.
وقد أعلن تويتر عن الإجراء الجديد في بيان عبر تدوينة له موجهة لمستخدميه قائلا "من أجل أن يكون الأمر واضحًا عندما ترون محتوى يتضمن إعلانًا انتخابيًا، سنطلب من المعلنين التعريف عن إعلاناتهم بهذه الصفة بشكل واضح. وسنغيّر أيضًا مظهر هذه الإعلانات لكي تعرف من شكلها أنها إعلانات سياسية".، وأضاف "وبهذا ستخضع الإعلانات المتعلقة بالانتخابات وشؤونها لمزيد من قواعد الإفصاح بشكل أكبر مما تخضع له الإعلانات غير المتعلقة بالانتخابات، وسيكشف معلنوها حجم ما ينفقونه على تلك الإعلانات ومن هم المستهدفون بها".
وبدوره أعلن فيس بوك أنه سينشئ نظاما للبدء في الكشف عن الإعلانات الجارية والجهات التي تقف خلفها. وجاء تعهد الموقع بالإفصاح عن المعلومات بعد أن كشف فيس بوك النقاب عن حسابات روسية لإثارة الشائعات تدعي أنها مجموعات تأييد أمريكية وأنفقت آلاف الدولارات على مواد إعلانية خلال فترة السباق الانتخابي ولم تكن مرئية على نطاق واسع حينها، ومن المتوقع أن يوضح فيس بوك تفاصيل سياساته الجديدة خلال الأسابيع القادمة.