هل اقتربت نهاية الديموقراطية في إسرائيل؟ إسرائيل تتفاوض على مستقبلها
خاص سياسي - جهاد السقا
لطالما كانت الاتهامات بعدم ديموقراطية الجناح الأيمن لحكومة نتانياهو تصدر من العرب أو نشطاء السلام أو الجناح الأيسر لإسرائيل ولكن الجديد هو اتهام بعض أعضاء الجناح الأيمن ووزارة العدل الحكومة بانعدامها للديموقراطية.
فقد صرح هؤلاء أن جهود الحكومة للسيطرة على وسائل الإعلام وتقييد سلطة المحكمة العليا وبعض المؤسسات الأخرى مثل الجيش تهدد مستقبل الديموقراطية في إسرائيل. وأدى هذا التحذير إلى خلق جدل حول ما تتحول له إسرائيل وهل ستستطيع الحفاظ على الديموقراطية في عامها السبعين.
فقد كتب أحد الرؤساء السابقين لجهاز الأمن الداخلي لإسرائيل في عمود بجريدة يوم الأثنين قائلًا " إذا استمر هذا العفن الأخلاقي في قيادة البلاد فسوف ينتهي هذا الكيان الصهيوني الضخم." كما أصدر المدعى العام انتقادات بشأن جهود الكنيست، البرلمان الإسرائيلي لمنع التحقيقات بشأن الفساد ضد نتانياهو.
كما صرح روفن ريفلين الرئيس الإسرائيلي، وهو منصب شرفي مفترض أنه بعيد عن السياسة، أن إسرائيل سوف تشهد ثورة ثانية أو انقلابًا عسكريًا". هذا ما صرحه خلال خطابه الأسبوع الماضي الذي يعتبر تدخلا غير مسبوق في الشؤون السياسية.
وعلق يوهانان بليسنر مدير المعهد الديموقراطي الإسرائيلي ان هذا الخطاب قد مس العديد من المواطنين الإسرائيليين وذلك لأن كل الإسرائيليين حريصين على الحفاظ على الديموقراطية بالبلاد.
وبينما يري البعض أن الخطر الذي يواجه الديموقراطية يصدر من السيطرة العسكرية على القطاعات التي تم الاستحواذ عليها في حرب 1967 إلا أن الجدل الأخير يعد أقوى من كل تلك الانتقادات لأنه يصدر من داخل الحكومة نفسها.
وهناك العديد من الأسباب التي دفعت هؤلاء إلى إصدار تلك الاتهامات ضد نتانياهو ومنها محاولات الحكومة تقويض المعارضة مثل مهاجمة وسائل الإعلام وفرض عقوبات على منظمات حقوق الإنسان ومحاولات تقديم تشريع في البرلمان لإبطال بعض قرارات المحكمة العليا.
ومن الناحية الأخرى اتهم بعض السياسيين جهاز الأمن الداخلي لإسرائيل بكون متوهم وجبان ووصفوا الرئيس السابق للجهاز بكونه يساري هي كلمة أصبحت مرادفة لكلمة "خائن" لدى بعض أعضاء الجناح الأيمن.
وعبر العديد من الإسرائيليين عن غضبهم من نتانياهو الذي يواجه حاليا اتهامات في قضيتين كبيرتين بعد أن هاجم بنفسه الشرطة من خلال تصريح له على الفيس بوك واتهمهم بتسريب تفاصيل للصحافة. كما تستمر جهود حزب الليكود على تقديم تشريع يسمح بمنع التحقيقات بشأن الفساد في حق رئيس الوزراء الأمر الذي أثار انتقاد النائب العام.
كما كتب الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخل لإسرائيل أيضًا " إذا سمحنا للفساد بالسيطرة على الكنيست والقضاء على فصل السلطات بالبلاد سوف ينتهي هذا الكيان الصهيوني."
ويري المحللون أن البلد في حالة من الانقسام ليس بين اليمين واليسار بل بين القيم التي تبناها قادة الجيل المؤسس لإسرائيل في تأسيس نظام البلاد وبين مصالح السياسيين الحاليين الذين يقودهم نتانياهو. فعلى الرغم أن فارق السن بين ريفلين، الرئيس الإسرائيلي، ونيتانياهو ليس بالكبير إلا أن ريفلين يتبنى نفس القيم التي قامت عليها إسرائيل بينما نتانياهو يقدم النسخة الحديثة من القادة في عالم الديجيتال.