"البيتكوين".. رحلة جنون الـ6 آلاف دولار في 10 أشهر

هل فكرت يوماً أن تربح 6 أضعاف ما تملك في أشهر قليلة؟ قد يبدو السؤال نوعاً من الجنون إلا أن الواقع يكشف حقيقة مختلفة، بعدما ربحت العملة الإلكترونية "البيتكوين" نحو 500% من قيمتها في أقل من عام.

في أول 10 أشهر تقريباً من العام الجاري، تمكنت العملة الافتراضية من تحقيق مكاسب قياسية، يصفها البعض بأنها "فقاعة مضاربة"، وقد يراها آخرون بأنها أكثر الأصول تحقيقاً للعائد.

وتخطت عملة "البيتكوين" أكبر العملات الإلكترونية من حيث القيمة السوقية مستوى الـ6000 دولار خلال تداولات الأسبوع الماضي، لتقترب من توقعات تشير إلى ارتفاع قيمة العملة عند 10 آلاف دولار في غضون فترة تتراوح بين 6 و10 أشهر قادمة، وفقاً لتقديرات مدير صندوق التحوط "مايكل نوفوغراتز" خلال مقابلة مع شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية.

وقفزت عملة "البيتكوين" إلى مستوى 6075 دولاراً في وقت سابق من تعاملات اليوم، بقيمة سوقية تتجاوز 101 مليار دولار، بعد أن كانت قد تجاوزت 6 آلاف دولار لأول مرة في تاريخها يوم الجمعة الماضي.

مكاسب وخسائر "البيتكوين"
ما بين المكاسب القياسية والخسائر الطفيفة، تسير العملة الافتراضية في اتجاه تصاعدي نحو تحقيق أرباح بلغت 500% مقارنة مع مستوى 963 دولاراً سجلته في بداية العام الحالي بقيمة سوقية تقدر بـ16 مليار دولار.

وجاءت "البيتكوين" في المرتبة الأولى من بين العملات الافتراضية حققت أرباحاً خلال الربع الثالث من العام الجاري لتقفز قيمتها السوقية من 40.8 مليار دولار إلى 69.7 مليار دولار بزيادة قدرها 74%.

ورغم التشديدات التي اتخذتها بعض الحكومات تجاه "البيتكوين" وغيرها من العملات الرقمية خلال الفترة الأخيرة، فإن العملة احتفظت بأرباحها رغم الخسائر الحادة التي قد تشهدها العملة الافتراضية في جلسات محددة متأثرة بقرارات متشددة من قبل بعض الدول ما يحد من تعاملاتها.

وأعلنت الصين أن الطروحات الأولية للعملات الرقمية "عملية غير مقبولة" مطالبة بوقف أي أنشطة على الفور، وقررت سويسرا إغلاق منصة لتقديم عملات إلكترونية زائفة محذرة من إساءة استخدامها في أنشطة غير مصرح بها.

كما أغلقت بنوك في سنغافورة عدداً من حسابات شركات متخصصة في تقديم العملات الافتراضية، فيما اعتبرت بريطانيا أن الطروحات العامة للعملات استثمرا خطر للغاية ومثير للشكوك.

بينما لجأت كوريا الجنوبية إلى حظر عمليات الطرح الأولية في العملات الإلكترونية، لافتة إلى أنها ستقوم بتطبيق عقوبات صارمة على أي أطراف قد يثبت تورطها في تلك الطروحات.

مخاوف كبار المستثمرين
من "الاحتيال" ومروراً بـ"فقاعة المضاربة" إلى "خدعة ستنهار قريباً".. جميعها مصطلحات أطلقها كبار المستثمرين على عملة "البيتكوين" مؤخراً ما جعل العملة الافتراضية تعاني من التقلبات الحادة في قيمتها ما بين الأرباح والخسائر.

وفي تصريحات سابقة للمدير التنفيذي لبنك "جي.بي.مورجان"، وصف "جيمي ديمون" العملة الافتراضية بـ"الاحتيال" مشيراً إلى أن العملة ستنهار لاحقاً حتى إذا بلغت قيمتها 10 آلاف دولار وأن مستثمري العملة سيدفعون الثمن.

واستبعد بنك "يو.بي.إس" في مذكرة بحثية أن تصبح العملات الافتراضية عملات رئيسية، واصفاً الارتفاعات القياسية في قيمة "البيتكوين" بأنها عبارة عن "فقاعة مضاربة".

كما توقع الأمير السعودي "الوليد بن طلال" أن "البيتكوين" سوف تنهار يوماً ما نتيجة عدم خضوعها لضوابط تنظيمية أو للرقابة من قبل أي بنك مركزي.

وذكر "كينيث روجوف" أستاذ الاقتصاد بجامعة "هارفارد" أنه يتوقع انهيار سعر "البيتكوين" حال استمرار التضييق من جانب الجهات الرسمية.

بينما حذر "جوردن بلفور" الوسيط السابق في "الأسهم الرخيصة" من الجنون الحالي في الطروحات الأولية للعملات الإلكترونية، واصفاً إياها بأنها أكبر عملية احتيال في التاريخ من شأنه أن ينفجر في وجوه الكثير من الأشخاص.

في حين استنكر "ديفيد ماكاي"، المدير التنفيذي لبنك "رويال بنك أوف كندا"، وصفها بـ"الاحتيال" لكنه في الوقت ذاته اعترف بأن لديه عدة مخاوف بشأن هذه العملة.

رحلة الـ6000 دولار
في جلسة 2 يناير 2017 قفزت العملة الافتراضية لتسجل 1021.5 دولار بقيمة سوقية بلغت 16.4 مليار دولار، وهي المرة الثانية التي تكسر فيها العملة حاجز الـ1000 دولار منذ نشأتها بعد 1149.1 دولار بقيمة سوقية 13.8 مليار دولار سجلتها في جلسة 30 نوفمبر 2013.

بينما في جلسة 5 مايو 2017، صعدت العملة الرقمية أعلى مستوى 1500 دولار للمرة الأولى على الإطلاق لتصل إلى 1551.03 دولار بقيمة سوقية تقدر بـ25.3 مليار دولار.

أما في جلسة 21 مايو 2017، فارتفعت "البيتكوين" عند مستوى 2076.8 دولار بقيمة سوقية 33.9 مليار دولار، لتكسر حاجز الـ2000 دولار لأول مرة منذ بدء التداول على العملة.

واقتربت العملة الافتراضية من مستوى 3000 دولار في تداولات جلسة 12 يونيو 2017 مسجلة 2992.6 دولار بقيمة سوقية تبلغ 49 مليار دولار، بيد أنها سجلت خسائر هبطت بها أدنى هذا المستوى لفترة زمنية قبل أن تسجل 3111.1 دولار في جلسة 5 أغسطس بقيمة سوقية تبلغ 51 مليار دولاراً.

كما صعدت في جلسة 2 سبتمبر 2017 عند مستوى قياسي جديد لتبلغ نحو 4904.32 دولار بإجمالي قيمة سوقية تقدر بـ81 مليار دولار.

بينما في تداولات 15 سبتمبر 2017، فقدت العملة الرقمية نحو 38.4% من قيمتها بعد أن تراجعت إلى أدنى مستوى في أسبوعين عند مستوى 3019.63 دولار بقيمة سوقية تبلغ 50 مليار دولار.

في حين أن "البيتكوين" تمكنت من تعويض خسائرها سريعاً لتقفز أعلى مستوى 4000 دولار في جلسة 18 سبتمبر 2017، مسجلة 4003.5 دولار بقيمة سوقية تبلغ 66.3 مليار دولار.

وتخطت العملة الافتراضية حاجز الـ5000 دولار لأول مرة على الإطلاق في جلسة 12 أكتوبر 2017 مسجلة 5098.07 دولار بقيمة سوقية تبلغ 84.7 مليار دولار.

وفي جلسة 20 أكتوبر 2017، ربحت العملة الافتراضية أكثر من 400 دولار لتقفز إلى مستوى 6008.17 دولار بإجمالي قيمة سوقية تقترب من 100 مليار دولار.

ماذا عن مستويات ما قبل 2017؟
رغم التقلبات الحادة في قيمة العملة الإلكترونية بالصعود تارة والهبوط تارة أخرى فإن "البيتكوين" تحتفظ بمستويات قياسية هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة.

وبالعودة إلى ما قبل رحلة الـ6000 دولار، نجد أن "البيتكوين" سجلت مكاسب عند مستوى 752.7 دولار في عام 2013 بقيمة سوقية تقدر بـ9.2 مليار دولار.

فيما تراجعت في العام التالي، لتنهي تعاملات عام 2014 عند مستوى 310.6 دولار بقيمة سوقية أكثر من 4.2 مليار دولار، لكنها ارتفعت قليلاً خلال عام 2015 إلى 427.45 دولار بقيمة سوقية تقدر بنسبة 6.4 مليار دولار.

بينما قفزت "البيتكوين" بمقدار الضعف تقريباً في عام 2016 لـ952.23 دولار بقيمة سوقية تقدر بـ15.3 مليار دولار.