مدير «فوكس إنترناشونال» في الشرق الأوسط يؤكد وجود ثورة بتلفزيون الإنترنت
قال سانغاي رينا مدير عام قنوات «فوكس إنترناشونال» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان إن الإقبال على شبكات التلفزيون يشهد ثورة حقيقية، عندما يتعلق الأمر بمنتجي محتوى الفيديو المتاح للعموم عبر الإنترنت، حيث ساهم هذا العامل البارز في عالم التلفزيون، في تغيير طريقة استعراض المحتوى من قبل المشاهدين.
وأضاف رينا أنه على الرغم من ازدياد شعبية محتوى الفيديو المتاح للعموم حول العالم، يستمر الاشتراك التلفزيوني في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في فرض هيمنته مع ازدياد معدلات المشاهدة والإيرادات.
وكشفت دراسة حديثة لشركة «آي إتش إس تكنولوجي» أن إجمالي اشتراكات التلفزيون المنزلي الأساسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حقق ارتفاعًا وصل إلى 4.8 مليون مع نهاية العام 2014، مما يشير إلى نمو سنوي بلغت نسبته 12.4 في المائة.
كما ارتفعت إيرادات الاشتراك التلفزيوني في المنطقة إلى أكثر من 100 مليون يورو، من 702 مليون يورو في عام 2013 إلى 873 مليونًا يورو في 2014. وإضافة إلى ذلك، تتوقع آي إتش إس استمرار النمو الإيجابي للاشتراك التلفزيوني حتى عام 2019، ليصل عدد الاشتراكات التلفزيونية المنزلية الأساسية إلى 6.6 مليون، وارتفاع إيراداتها إلى 1.7 مليار يورو.
وبالعودة إلى مدير عام قنوات «فوكس إنترناشونال» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن شبكات البث الإقليمية تبذل جهودًا كبيرة لتقديم برامج عالية الدقة تتماشى مع المعايير الدولية، وذلك سعيًا منها لتحقيق تجاوب سريع مع ثورة المحتوى الرقمي، وأضاف: «تشهد معدلات الاستثمار في المحتوى الرياضي نموًا لا مثيل له في التاريخ، مع احتلال ابتكارات مثل البث فائق الوضوح لجزء كبير من هذا التوجه في الإمارات، خصوصا في ظل نمو تقنية (4K)، التي تقدم برامج بجودة فائقة مذهلة تتفوق على البث عالي الوضوح».
وزاد: «شهدت السنوات الأخيرة الماضية نموًا مطردًا في أعداد موزّعي محتوى الفيديو المتاح للعموم، التي توفر خدمات محتوى إنترنت مدفوعة ومجانية مع إمكانية تنزيل وتملّك، أو استئجار، أو الاشتراك بعدد غير محدود من المحتوى لفترة معيّنة، فضلاً عن توفير قنوات إلكترونية مثل (يوتيوب) ذي البث المجاني».
وأكد أنه في الوقت الذي يزداد فيه الإقبال على محتوى الفيديو المتاح للعموم في منطقة دول الخليج بشكل واضح، مع إشارة 23 في المائة من المجيبين على الاستطلاع، فإنهم يفضلون الحصول على المحتوى باستخدام خدمات تلفزيون الإنترنت، لأنها تمكنهم من الدخول إلى عدد كبير من الأجهزة، وكشف استطلاع «يوجوف» أن المجيبين لم يشيروا إلى أي مزود خدمة معين بشكل خاص.
ولفت رينا إلى أنه نظرًا لازدياد التوجه نحو مفاهيم المشاهدة غير النمطية، تقدم شركات الاشتراك التلفزيوني الآن خدمات العرض المتعدد التي تزود المشتركين بإمكانية الوصول إلى المحتوى باستخدام أجهزة مختلفة، فضلاً عن قيام مزوّدي شبكات بث الاشتراك التلفزيوني - بروتوكول تلفزيون الإنترنت - بتطوير عروضها الخاصة بمحتوى الفيديو المتاح للعموم، سواء على شكل منفرد أو ضمن مجموعات عروضها، بهدف تقديم قيمة مضافة لمشتركي التلفزيون المنزلي.
ومن شأن النمو العالمي لخدمات الفيديو المتاح للعموم منخفضة التكلفة أن يجهّز السوق لجيل جديد من مشتركي التلفزيون المنزلي من خلال غرس عادات الدفع مقابل الحصول على المحتوى، في جيل كامل من المشاهدين.
وفي السياق نفسه أيضًا، تعمل شركات البث الإقليمية على زيادة استثماراتها لإنتاج محتوى محلي أكثر قوة يلقى اهتمام وإقبال المشاهدين من جهة، ولا يوجد بالشكل الكافي على منصات محتوى الفيديو المتاح للعموم من جهة أخرى وفقًا لرينا. ويتضمن ذلك إنتاج البرامج الوثائقية والترفيهية باللغة العربية، فضلاً عن إنتاج إصدارات إقليمية لبرامج تلفزيون الواقع المشهورة عالميًا.
كما تقدم الكثير من محطات الاشتراك التلفزيوني في المنطقة مسلسلات وأفلام دولية مدبلجة إلى اللغة العربية، بشكل يضمن للمشاهدين الحصول على تجربة مشاهدة برامج بطريقة سهلة الاستيعاب، وضمن أعلى معايير الجودة في الوقت نفسه.
يذكر أن 74 في المائة من المشاهدين في المنطقة ما زالوا يستخدمون التلفزيون للحصول على معظم المحتوى، وتبرز أجهزة فك التشفير، وبروتوكول تلفزيون الإنترنت، وقنوات البث المجاني، كالوسائل الأبرز للحصول على المحتوى. ولكن يستمر مزودو خدمات الاشتراك التلفزيوني ببذل الجهود لمواكبة الطلب المتزايد عبر استخدام الإنترنت بشكل مفيد.
وفي نهاية المطاف، ستندلع معركة أسعار بين محتوى الفيديو المتاح للعموم ومزوّدي خدمات الاشتراك التلفزيوني، بحسب مدير عام قنوات «فوكس إنترناشونال» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان.
وقال: «حاليًا، يواصل الاشتراك التلفزيوني تحقيق نمو متزايد في ظل استمرار تطبيق مفاهيم الاشتراك التلفزيوني المدعوم بحزم عمل معززة، وخطط توحيد ناجحة، واستغلال أكثر فعالية للمواهب والموارد المحلية، والتطبيق المستمر للمحتوى باللغة العربية».