صحيفة ألمانية: هكذا أجبر الأسد على تقسيم سوريا مع الحلفاء

صحيفة ألمانية: هكذا أجبر الأسد على تقسيم سوريا مع الحلفاء
صحيفة ألمانية: هكذا أجبر الأسد على تقسيم سوريا مع الحلفاء

تساءلت صحيفة ألمانية عن المستقبل الذي يريده بشار الأسد لبلاده بعد أن دمرتها طائراته، لافتة إلى أنه يبدو حالياً أقرب إلى النصر بفضل حلفائه.


ورغم حديث الروس المتكرر عن عملية سياسية تحتوي المعارضة أو على الأقل جزءاً منها، تقول صحيفة "تاز" الألمانية، إن خطاب وتصرفات الأسد على الأرض تشير إلى خطة مختلفة تهدف لتغيير تركيبة سوريا وهويتها للأبد.

وقالت الصحيفة في تقرير إنه على الرغم من إنشاء مناطق "خفض التوتر" في سوريا، فإن هذه المناطق لم تكن مُجدية؛ بالنظر إلى رغبة الأسد في تطهير البلاد من معارضيه.

وأصبحت مطالب المجتمع الدولي فيما يتعلق بالشأن السوري مجرد حبر على ورق. كما لم تعد مفاوضات السياسيين خلال المؤتمرات الدولية تتمحور حول الانتقال السياسي أو المساعدات الإنسانية، كما تقول الصحيفة.

ولا تعتبر مختلف الأطراف الفاعلة في الحرب محايدة، حسب الصحيفة الألمانية؛ ففي شهر مايو الماضي، شن النظام السوري هجوماً على منطقتي جوبر وعين ترما اللتين تعتبران من معاقل الثوار بمدينة دمشق، علماً بأن كلتا البلدتين تنتميان إلى إحدى مناطق خفض التوتر.

وفي مرحلة ثانية، سيركز الأسد على المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة، أي شرق العاصمة دمشق والمنطقة الواقعة بين حمص وحماة. ومما لا شك فيه، سيحاول الأسد إجبار الأهالي في هذه المناطق على الاستسلام، تضيف الصحيفة.

وفي هذا الصدد، تقول رسالة الأسد بوضوح: "استسلموا أو موتوا"، حسب الصحيفة الألمانية.

بعبارة أخرى، سيتم تقتيل وتجويع الشعب إلى أن تنهار المقاومة. وفي نهاية المطاف، سيرغَم الثوار والنشطاء على الاستسلام والتوجه نحو إدلب.

وفي المقابل، سيتم توطين السوريين الموالين للنظام في هذه المناطق. ومن هذا المنطلق، سيقترب الأسد من تحقيق هدفه الذي يتمثل في بناء "مجتمع متجانس".

في المرحلة الثالثة، سيهتم النظام بالمناطق التي خرجت عن سيطرته، وهي شمال شرقي البلاد الواقعة تحت سيطرة المقاومة والمتطرفين (داعش) ومنطقة الحكم الذاتي الكردية بشمال البلاد، فضلاً عن جنوب البلاد.

وترجح الصحيفة أن عملية تحرير سوريا وتوحيدها ستتطلب عدة سنوات، وأن يعجز الأسد عن استعادة المناطق كاملة من قبضة تنظيم الدولة.

فضلاً عن ذلك، سيكون الأسد مجبَراً على تقسيم بلاده مع حلفائه، خاصة أن إيران وروسيا ساهمتا بشكل كبير في بقائه بكرسي الحكم إلى حد الآن.

كما سيبقى الأسد مطالَباً بمكافأة قادة مليشياته ورجال الأعمال الموالين له، كما تقول الصحيفة.

على الرغم من كل ذلك، تبقى الثورة مستمرة في ظل انتشار الفساد والمحسوبية والاستبداد.

ولن ينعم السوريون بالهدوء، وفي أحسن الأحوال سيتمتعون بالاستقرار النسبي في ظل سيطرة المخابرات، في مناخ تسوده سياسة التهجير والقتل المنهجي بمراكز الاعتقال النظامية، فضلاً عن مصادرة الحقوق، وفق الصحيفة.