خلاف بين القيادتين الأمنية والسياسية فى إسرائيل تجاه الاتفاق النووى الإيرانى
خاص سياسي - أحمد سنبل
كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن وجود كبيرة بين القيادتين السياسية والمتمثلة فى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع أفيجدور ليبرمان، والأمنية والمتمثلة فى مسئولى الأجهزة الأمنية حول الضغط الإسرائيلي العاجل على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للإعلان عن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووى بين إيران ومجموعة (5 +1).
وأشارت إلى أن الخلافات ظهرت خلال محادثات لمسئولين سياسيين وامنيين الذين يعملون فى الملف النووى الإيرانى،مضيفة أن نتنياهو وليبرمان يرون فى الانسحاب الأمريكي مصلحة لإسرائيل،ولكن الأجهزة الأمنية تتحفظ على ذلك.
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مسئولين إسرائيليين قولهم إن نتنياهو وسفير إسرائيل في واشنطن، رون ديرمر، يشجعان الرئيس ترامب، والدائرة المحيطة به من المستشارين، على عدم المصادقة مجددا على الاتفاق النووي، والإعلان أن إيران تخرق الاتفاق.
وأشارت إلى مستقبل الاتفاق النووي سيكون أحد الموضوعات الرئيسية خلال اللقاء الذى سيجمع بين نتنياهو و ترامب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن مسئول إسرائيلي قوله إن نتنياهو وديرمر يدفعان البيت الأبيض باتجاه عدم المصادقة مجددا على الاتفاق النووي، مضيفا أنه بالنسبة لنتنياهو فإن هذا الأمر هو أهم ما يمكن أن يفعله ترامب، وإنه يأمل أن يؤدي ذلك إلى تجديد فرض العقوبات الاقتصادية على إيران من جانب الكونجرس.
وأشارت الصحيفة إلى أن موقف نتنياهو وليبرمان يختلف عن موقف غالبية المستويات المهنية ذات الصلة في إسرائيل، مثل الاستخبارات العسكرية وشعبة التخطيط في الجيش الإسرائيلي والموساد ووزارة الخارجية واللجنة للطاقة الذرية.
وأضافت أنه في حين يطمح نتنياهو إلى إعلان ترامب أن إيران لا تلتزم بالاتفاق، فإن كل الهيئات الاستخباراتية الإسرائيلية تجمع على أن إيران لم تخرق أي بند من بنود الاتفاق النووي منذ التوقيع عليه في جنيف قبل سنتين وشهرين. كما لا يوجد أي إثبات لدى الهيئات الاستخباراتية يؤكد أن إيران حركت مجددا مشروعها النووي خلافا لالتزاماتها.
ونقلت الصحيفة عن الوكالات الاستخبارية الإسرائيلية قولها إن إيران تبذل جهدا في الالتزام بالاتفاق كي تحصل على مقابل في العلاقات مع المجتمع الدولي. وتتماشى هذه التقديرات مع ما توصل إليه مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتقارير الدولرية التي ينشرها مدير الوكالة يوكيا أمانو.
وأضافت الصحيفة أنه في حين يطمح نتنياهو وليبرمان في أن يعمل ترامب على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، فإن الأجهزة الأمنية والاستخبارات ووزارة الخارجية تعتقد أنه على الرغم من أن الاتفاق سيئ بالنسبة لإسرائيل، فإن خيار انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق سينشئ وضعا أسوأ بكثير.
وأن المستويات المهنية تعتقد أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق لا يؤدي بالضرورة إلى انسحاب باقي الدول العظمى، ولن يؤدي إلى عزل إيران أو فرض عقوبات اقتصادية دولية مجددا عليها، وإنما سيؤدي ذلك إلى انقسام المجتمع الدولي والمس بمواصلة الرقابة على المشروع النووي الإيراني.