المدفوعات الرقمية توفر للشرق الأوسط 100 مليار دولار
أعلن خبراء في شؤون التقنيات المالية، امس الإثنين 4 سبتمبر/ أيلول، أن المدفوعات الرقمية سوف تطيح بالنقد من عرش المعاملات المالية في منطقة الشرق الأوسط، متوقعين أن تساهم كذلك في تعزيز الناتج المحلي الإجمالي في المنطقة بنحو 100 مليار دولار، وذلك قبل انطلاق "أسبوع جيتكس" للتقنية.
في الوقت الذي تسرع فيه بلدان الشرق الأوسط العمل في برامجها الخاصة بالتحول الرقمي، عبر زيادة الربط التقني عالي السرعة، فإن أحد أكبر المنافع الناجمة من ذلك سيكون السداد السريع والسهل للمدفوعات عبر الهواتف المحمولة.
ومن المنتظر أن يتمكن سكان الشرق الأوسط في المستقبل القريب من دفع رسوم مواقف السيارات، وأثمان المشتريات في المتاجر، وشراء الدقائق والبيانات للهاتف المحمول، وإرسال التحويلات المالية عبر التطبيقات التنقلية.
يقول باولو غالْياردي، رئيس الأعمال في شركة "تريبل" للتقنيات المالية، التي تتخذ من الإمارات مقرا، إن النقد سوف "يطاح به من عرش المعاملات المالية" في الشرق الأوسط، بمجرد انتشار المدفوعات الرقمية السريعة والآمنة وسهلة الاستخدام.
وأكّد الخبير المختص بالتقنيات المالية، في سياق استعدادات شركته للمشاركة في أسبوع جيتكس للتقنية في دبي خلال أكتوبر المقبل، أن بوسع المستهلكين والتجار "توفير الوقت والمال عند استخدام المدفوعات الرقمية، والتمتع بالقدرة على المتابعة اللحظية لتاريخ المعاملات وتوجّهات الإنفاق".
وتشير تقديرات "تريبل" إلى أن حوالي 80% من المعاملات المالية في دولة الإمارات تتم نقدا، وأن إجراء هذه المعاملات وتأمينها "قد يكون أمرا مكلفا، ومن غير المريح غالبا اللجوء إليه".
ومع ذلك، يشير تقرير صدر حديثاً عن شركة الاستشارات "ماكنزي"، إلى أن بوسع منطقة الشرق الأوسط أن تضيف 95 مليار دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2020 إذا استطاعت تسخير إمكانياتها الرقمية الكاملة، وجعلت المدفوعات الرقمية تتمّ على نطاق واسع.
ويتفق خبراء على أن الإمارات تُعتبر واحدة من أبرز البلدان على الصعيد العالمي في دعم المدفوعات الرقمية، إذ أصدر البنك المركزي الإماراتي خلال العام الجاري تشريعات تنظيمية للمدفوعات الرقمية تساهم في دعم تحقيق الأهداف، التي حددتها رؤية الإمارات 2021 للحكومة الذكية والإدماج المالي والابتكار والمنافسة في السوق.
ويرى غالْياردي أن "الحكومة الإماراتية مهدت السبيل أمام نظم المدفوعات الرقمية لإحداث التحول في إجراء المعاملات عبر جميع القطاعات الرئيسية، بدءا من القطاع العام، ووصولا إلى قطاعات النقل والسياحة والرعاية الصحية.
وأضاف: "نسعى في تريبل إلى الاستفادة من جيتكس في تعزيز نمونا وتوسعنا وذلك من خلال عرض أحدث الحلول في مجال التقنيات المالية، ولقاء المستثمرين، وتنمية منظومتنا من الشركاء، والتواصل مع القادة في هذا المجال".