هل حولت موسكو سوريا لحقل تجارب مفتوح لأسلحتها الثقيلة؟

 هل حولت موسكو سوريا لحقل تجارب مفتوح لأسلحتها الثقيلة؟
هل حولت موسكو سوريا لحقل تجارب مفتوح لأسلحتها الثقيلة؟

تواصل القوة العسكرية الروسية استخدام أسلحتها المدمرة والثقيلة، والسير بها في الشارع السوري الذي يشهد حرباً ضروساً منذ 5 سنوات ولا تزال، غير آبهةٍ بمستقبل الحل هناك؛ حيث يبدو الأهم عند الكرملين عرض البضاعة واستعراض قوتها أمام العالم.


كصاحب البيت وأكثر، يتعامل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نفسه، معتبراً الساحة السورية حقل تجارب لأسلحته ومعداته القتالية، ولا ينفكّ أبداً عن الإدلاء بتصريحات يؤكد فيها "الدب الروسي" دعم "الأسد السوري" في قمع الثورة السورية.

التجربة الجديدة الروسية هذه المرة جاءت على صعيد المجال الجوي، من خلال طائرة مروحية محدّثة جديدة، تعتزم موسكو إرسالها للاختبار في سوريا، حسبما أعلنت شركة "مروحيات روسيا".

- طائرة "مي 28 أو بي"
أندريه بوغينسكي المدير العام للشركة، علّق بالقول إن الهدف من التحديث الجديد للمروحية يتمثل في جعلها مروحية قتالية تدريبية يمكن قيادتها من قمرتي القيادة.

بوغينسكي، أعرب في مقابلة مع قناة "زفيزدا" الروسية، عن أمله اختبار المروحية "مي 28 أو بي" التي بدأ العمل على تصنيعها سنة 2010، داخل الأجواء السورية.

وكشف أحد المصممين المسؤولين في الشركة عن تسليم 8 مروحيات من هذا النوع للقوات الجوية الفضائية الروسية هذا العام (دون تحديد موعد).

المروحية الجديدة المعدّلة من طائرة "صياد الليل" القتالية (مي 28 آن)، تعمل بنظام القيادة المزدوج، وتحتفظ بكل القدرات القتالية، ويمكن استعمالها في قصف أهداف العدو، رغم أنها تُستخدم بالأساس لتدريب الطيارين.

- حقيبة الأسلحة الروسية
وشهدت الحرب في سوريا، منذ بدايتها، دخول الترسانة العسكرية الروسية على خط القتال بين روسيا الموالية لرئيس النظام بشار الأسد، ومسلحي المعارضة المسلحة من جهة أخرى.

واستخدمت القوة الروسية أسلحة جديدة، تعرّض لها مقال في وكالة "سبوتنيك"، شرح أفضل 5 منظومات سلاح روسية استُخدمت لأول مرة في سوريا.

المقاتلة المتعددة المهام الحديثة جداً "سو 35" جاءت في المرتبة الأولى، على الرغم من دخولها الخدمة حديثاً سنة 2015، قبل أن يجري تعزيز المجموعة الجوية الروسية في سوريا بأربع مقاتلات من الطراز بعد عام.

منهج الروس في ترويج بضاعتهم ظهر جلياً عند طرح هذا النوع من المقاتلات الجوية، التي استطاعت جذب اهتمام الزبائن المحتملين لشراء السلاح، من كل أنحاء العالم.

- تنوع القدرة التسليحية
تواصل روسيا تجربة أسلحتها؛ إذ فاجأت العالم في أكتوبر 2015، بامتلاك صواريخ مجنَّحة ومصنّعة حديثاً، يطلق عليها اسم "كاليبر" وهي قادرة على إصابة الهدف بدقة على بُعد مئات الأميال.

حينذاك، أطلقت سفن حربية روسية عدة صواريخ منها، في بحر قزوين ضد أهداف تعود لعناصر تنظيم الدولة في سوريا، وقد أصابت الهدف المحدد بدقة؛ كيف لا وهي قادرة على إصابة الهدف البحري على مسافة 350 كم، والهدف البري على بُعد 2600 كم.

في حين أن القاذفة الصاروخية الاستراتيجية "تو-160"، المعروفة باسم "البجعة البيضاء"، حجزت لنفسها مكاناً قوياً إلى جانب الأسلحة الروسية الأخرى.

هذه الطائرة تعتبر من أسلحة الردع النووي الروسية، تفوق سرعتها سرعة الصوت ويمكنها قطع 14 ألف كم دون التزود بالوقود، وحين استُخدمت في سوريا حققت تجربتها فاعلية فائقة؛ إذ اعتمدت الصواريخ الجوية على الدقة والصواريخ المجنّحة.

راجمات الصواريخ أيضاً، كان لها دور في حقل التجارب السوري؛ فمجموعة "توك 1 آي" الثقيلة، المعروفة باسم "لهيب الشمس"، جرى استخدامها بفاعلية كبيرة خلال الحرب في سوريا، وكانت قذائفها الحرارية فعالة جداً، خاصةً في المناطق ذات الطبيعة الجبلية.

أما عربة نقل الجنود المدرعة "بي تي ري-82 أ"، فهي مزودة بمدفع آلي عيار 30 ملم ورشاش عيار 7.62 ملم، وتتمتع بمنظومة تصويب نيران رقمية تضمن الرمي ليلاً بشكل جيد. وهذه أيضاً استُخدمت أول مرة في سوريا من خلال التجربة.