هل تتحول مقرات الدبلوماسية العراقية إلى هدف لهجمات "داعش"؟

هل تتحول مقرات الدبلوماسية العراقية إلى هدف لهجمات "داعش"؟
هل تتحول مقرات الدبلوماسية العراقية إلى هدف لهجمات "داعش"؟

قبل أسابيع قليلة حذّر العديد من المراقبين والمحللين من أن تضييق الخناق على تنظيم الدولة "داعش" في العراق وسوريا قد يتسبب بتشظي هذا التنظيم في الخارج في عمليات عشوائية في أوروبا، إلا أن التنظيم يبدو أنه يسعى لـ"الانتقام" من الجيش العراقي الذي شن هجمات ضده، لا سيما في الموصل، لذلك رد بضربات تطال الدبلوماسية العراقية في الخارج.


- "انتقام" أم "استراتيجية جديدة"؟
آخر الأعمال المسلحة التي نفذها تنظيم الدولة، كان الاثنين 31 يوليو، حين قام عناصره بهجوم انتحاري استهدف مقر السفارة العراقية ومركزاً أمنياً في العاصمة الأفغانية كابول، وهو ما تبناه التنظيم. حيث تبع التفجير اقتحام مسلحين مبنى السفارة، وتبادلوا إطلاق النار مع قوات الشرطة ما أوقع قتيلين من حرس السفارة.

المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية، أحمد جمال، قال في بيان، إنه "تم إجلاء القائم بأعمال السفارة العراقية في كابل (لم يذكر اسمه)، إلى السفارة المصرية".

بدوره قال تنظيم الدولة، عبر وكالة أعماق التابعة له: "انغماسيان من الدولة الإسلامية يقتحمان مبنى السفارة العراقية في مدينة كابل الأفغانية"، من دون تفاصيل إضافية.

ويُعد هذا الهجوم هو الأول من نوعه الذي يستهدف الدبلوماسية العراقية في الخارج، وهو ما حذّر منه محللون عراقيون من أن يكون بداية لسلسلة هجمات تطال مقار السفارات العراقية وبعثاتها الدبلوماسية.

- معركة القضاء على "داعش"
يؤكد المتابعون للشأن العراقي أن تنظيم الدولة في العراق لم يعد يتمتع بسيطرة على مدن كبيرة مثلما كان الحال عليه حتى قبل أشهر قليلة، إذ فقد السيطرة على آخر قلاعه وأهمها حين أعلنت القوات العراقية السيطرة على الموصل، شمالي البلاد، في التاسع من يوليو الجاري.

كما أن تنظيم الدولة خسر عدداً كبيراً من قادته ومقاتليه، في المعارك التي خاضها مع القوات العراقية، منذ انطلاقها في أغسطس 2014، عقب سيطرته على نحو ثلث مساحة العراق، انطلاقاً من الموصل، وذلك في 10 يونيو من العام نفسه.

وكان التنظيم صمد طويلاً في معركة الموصل أمام قوات مدربة مسنودة بغطاء جوي لقوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، استمرت نحو 9 أشهر؛ إذ بدأت في 17 أكتوبر 2016، وأعلن في 9 يوليو عن تحريرها.

وبالرغم من أن تنظيم الدولة ما زال يسيطر على أقضية في مناطق متفرقة من شمالي وغربي البلاد، إلا أن الحكومة العراقية تسمي انتهاء سيطرته على المدن الكبيرة انتصاراً كبيراً لقواتها الرسمية.

ذلك ما أكده رئيس الوزراء، حيدر العبادي، الذي أعلن في العاشر من يوليو الجاري، تحرير المدينة بالكامل على يد القوات العراقية من قبضة تنظيم الدولة.

وقال العبادي في كلمة متلفزة: إن "النصر في الموصل تم بتخطيط وإنجاز وتنفيذ عراقي، ومن حق العراقيين الافتخار بهذا الإنجاز".

وأضاف: "أعلن من هنا وللعالم أجمع انتهاء وفشل وانهيار دويلة الخرافة (الخلافة)، التي أعلنها الدواعش من هنا قبل 3 سنوات. استطعنا أن نحقق الانتصار على هذه الدويلة".

وأشار العبادي إلى أن أمام العراقيين الآن مهمة تطهير المدينة ممَّا تبقى من خلايا التنظيم، وأن ذلك يتطلب جهداً استخبارياً وأمنياً، وفق تعبيره.

- ضربات خارجية
من جانب تنظيم الدولة، فإنه أثبت في أكثر من مرة تمكنه من زعزعة الاستقرار في داخل المدن، ليس في العراق فحسب، بل في دول مختلفة من العالم.

وكان التنظيم هدد في بيانات سابقة دولاً أوروبية وأمريكا بتفجيرات، وأعلن في مرات عديدة تبنيه لعمليات تفجير وقعت في بلدان غربية.

وأعلن تنظيم الدولة عن تبني اعتداءات مسلحة نفذها عناصره في فرنسا وألمانيا وبلجيكا وبريطانيا وتركيا وأمريكا، وقعت في خلال الأعوام الثلاثة الماضية، مُثبتاً بذلك قدرته على تنفيذ هجمات في دول مختلفة من العالم.

وبلغت أعداد ضحايا هذه الاعتداءات فقط في أوروبا 290 قتيلاً و1478 جريحاً، بحسب إحصاءات رسمية.

يأتي ذلك فضلاً عن وجود قوي للتنظيم في دول أخرى بالعالم، ومنها باكستان وأفغانستان ومصر، وباستمرار يُعلن عن عمليات مسلحة في هذه البلدان، يؤكد تنظيم الدولة وقوفه خلف تنفيذها.

تقرير صدر مؤخراً عن الشرطة الأوروبية (يوروبول)، أفاد بارتفاع عدد الأشخاص الذين قتلوا في هجمات "متطرفة" في أنحاء أوروبا عام 2015، مقارنة بالعام الذي سبقه، واصفاً عام 2016 بأنه الأكثر دموية.

وحذر التقرير من أن تنظيم الدولة ربما "يزيد التركيز على العمليات بالخارج"، في حين يضعه التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، تحت الضغط في سوريا والعراق.