أردوغان في الخليج .. هل ولى زمن الوساطات؟

أردوغان في الخليج .. هل ولى زمن الوساطات؟
أردوغان في الخليج .. هل ولى زمن الوساطات؟

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد جولته الخليجية أن اتصالاته ساهمت في تهدئة التوتر بين الدوحة والدول العربية المقاطعة لها، وذلك وسط تشكيك إعلامي سعودي في جدوى وساطته.


وقال أردوغان للصحافيين في مطار أنقرة لدى عودته من الجولة التي شملت السعودية والكويت وقطر: "أعتقد أن زيارتنا واتصالاتنا (في المنطقة) شكلت خطوة مهمة على طريق إعادة إرساء الاستقرار والثقة المتبادلين".

لكنه أردف قائلا: "بالطبع من السهل أن تدمر شيئا ما، لكن من الصعب إعادة بناء ما دمر"، معتبرا أن بناء "العلاقات بين الدول تستغرق وقتا".

وقالت الرئاسة التركية في بيان الاثنين إن أردوغان أعرب خلال جولته "عن دعمه للجهود التي تبذلها الكويت بهدف تجاوز الأزمة في منطقة الخليج إضافة إلى مبادرات أخرى في هذا المعنى"، مضيفة أن الرئيس التركي "توافق مع محاوريه على مواصلة المبادرات القائمة بهدف حل الأزمة من طريق التفاوض والحوار".

"عكاظ": زمن الوساطة التجميلية انتهى
هذا، وعلقت صحيفة "عكاظ" واسعة الانتشار في السعودية، على زيارة أردوغان إلى المملكة في محاولة للقيام بوساطة تركية بشأن الأزمة القطرية، بالإشارة إلى أن "زمن الوساطة التجميلية انتهى".

وأضافت: "حل الرئيس التركي.. ضيفا عزيزا على السعودية، إذ استقبله وأكرمه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في جدة، كرئيس دولة إسلامية، تحرص الرياض على تعزيز علاقاتها معها وتحترم دورها في المحيط الإسلامي، إلا أنه وبحسب مصادر خليجية فإن فرص نجاح وساطة الرئيس أردوغان..  تبدو ضئيلة لعدة اعتبارات استراتيجية، من أهمها أن قطر أجهضت أساسا الوساطة الكويتية من خلال تسريبها مطالب الدول الرباعية الداعية لمكافحة الإرهاب، عبر الإعلام القطري، فضلا عن استهتارها بالأعراف الدبلوماسية لدور الوسيط".

واعتبرت الصحيفة، أن "الشيء الأهم هو أن تركيا تعتبر غير محايدة في الأزمة القطرية، نظرا لمواقفها المعلنة التي اتخذتها منذ بداية الأزمة لصالح قطر، فضلا عن إرسالها قوات لتعزيز وجودها في القاعدة العسكرية في الدوحة".

ولكن هذا لم يمنع على الإطلاق استقبال السعودية للرئيس أردوغان، "لأن الرياض تنظر لعلاقاتها من تركيا من زوايا استراتيجية واسعة، وليس من زوايا ضيقة"، بحسب الصحيفة.

ويرى مراقبون أن مصلحة أنقرة لا تقتصر على "رأب صدع الأشقاء"، بل هي تنظر إلى اتصالاتها الخليجية من منظور أوسع أيضا. والجدير بالإشارة في هذا السياق، إلى أن أردوغان صرح عشية بدء الجولة بأن "المشاكل السياسية مؤقتة"، ودعا السعودية والإمارات وباقي بلدان الخليج العربية إلى الاستثمار في الاقتصاد التركي.

تأتى هذه التصريحات على خلفية تصاعد المشاكل في علاقات تركيا مع الكثير من دول الاتحاد الأوروبي، التي تتهم أنقرة بقمع الحريات وانتهاك حقوق الإنسان، وفي هذا الإطار يبرز الموقف الألماني، حيث أعلنت برلين الأسبوع الماضي عن "إعادة توجيه" سياستها تجاه تركيا ومراجعة جميع صفقات السلاح المبرمة معها، إضافة إلى احتمال فرض عقوبات اقتصادية، قد تشمل إعادة النظر في الضمانات والقروض أو المساعدات التي تقدمها الحكومة الألمانية أو الاتحاد الأوروبي للصادرات أو الاستثمارات في تركيا.