إستطلاع أراء سياسيين ودبلوماسين حول زيارة السيسى لواشنطن!

زار الرئيس عبد الفتاح السيسي امريكا، بعد إنقطاع لعدة سنوات من الزيارات الثنائية بين رؤساء البلدين، بسبب توتر العلاقات بين البلدين، وقيام إدارة الرئيس السابق أوباما، بتبنى سياسات معادية للنظام المصرى، وتمويلها للاخوان المسلمين، وتاتى هذة الزيارة، تلبية لدعوة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، لتعزيز العلاقات بين الدولتين.  


وكان فى استقبال الرئيس المصرى العديد من أفراد الجالية المصرية الذين  ارتدوا ''تى شيرتات'' عليها صور الرئيس، رافعوا أعلام مصر وشعار ''تحيا مصر'' ورددوا الهتافات المؤيدة له، وحرص الرئيس على رد التحية للمواطنين خلال مغادرته المطار.

 

وقد إستطلع "سياسى" بعض اراء الدبلوماسين والاعلامين حول زيارة الرئيس المصرى،  فى أول زيارة رسمية منذ تنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدة، على رأس وفد رفيع المستوى يضم بين أفراده وزراء الاستثمار والتجارة والصناعة والمالية.   

زيارة شديدة الأهمية
وقد أكد دبلوماسيون أن زيارة السيسي المرتقبة لأمريكا ستكون شديدة الأهمية، خاصة أنها أول زيارة رسمية لرئيس مصري إلى الولايات المتحدة منذ عام 2004، تُجرى في إطار اللقاءات الثنائية، ولما تتضمنه من ملفات على رأسها مكافحة الإرهاب والمعونة العسكرية والعلاقات الاستراتيجية بين البلدين.

وأكد السفير  ياسر رضا، سفير مصر في الولايات المتحدة الأمريكية، خلال مداخلة هاتفية لإحدى القنوات الفضائية،  أنّ السفارة المصرية في واشنطن مهتمة حاليًا، بالزيارة المرتقبة للرئيس السيسي إلى الولايات المتحدة في الفترة المقبلة.
 
وقال السفير سيد قاسم، مساعد وزير الخارجية الأسبق لشؤون الأمم المتحدة: إن العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية شديدة الأهمية، ولكن يجب أن تُدار بقدر كبير من الحرفية والحذر الشديد، في ظل القيادة الأمريكية الجديدة برئاسة ترامب. 
 
وأضاف قاسم، أن مدى أهمية الزيارة مرتبط بتقييم مواقف ترامب التي بدت خلال أسبوعين من توليه الحكم، وهي لا تبشر بالخير؛ لأنها تشير إلى الكثير من الأشياء المتضاربة والتنافر في بعض القضايا.
 
واستشهد، بقرار ترامب بمنع دخول 6 دول عربية وإيران لبلاده، وهو ما ثار عليه الشعب الأمريكي نفسه وأوقفه القضاء، وكذلك سماحه لإسرائيل لبناء المزيد من المستوطنات في فلسطين، فضلاً عن عدائه الشديد للإسلام والمسلمين، مضيفا :" كل ذلك يجعل التعاون معه قلق جدا".
 
وتابع قاسم، أن العلاقات الدولية قائمة على المصالح المشتركة، ونقطة الالتقاء بين مصر وأمريكا تتمثل في مكافحة الإرهاب والتعاون الاقتصادي والعسكري، ولكن يجب أن تقام على شيء من الحذر لتعظيم المكاسب وتقليل الخسائر.

 تحالف إستراتيجى
واعتبر محمد كامل عمرو، وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، هي زيارة هامة في فتح آفاق جديدة مع إدارة دونالد ترامب، وهي زيارة تمثل مصر كأكبر وأهم دول في المنطقة.

فيما رأى طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية، أن مصر ليس لديها مخاوف من إدارة ترامب، خاصة أن الأخير رحب بنهج مصر وطريقتها في مكافحة الإرهاب، مؤكدًا  أنه لا يوجد خلافات أو مشاكل تعوق العلاقات بين الدولتين إلا فيما يتعلق بملف الحريات وسيكون محل نقاش.
 
وقال فهمي، إن زيارة السيسي لأمريكا ستضيف جدول أعمال جديدة في العلاقات المصرية الأمريكية، وإعادة ترتيبها لتكوين شراكة جديدة على رأسها مكافحة الإرهاب والدور المصري الذين يمكن أن تلعبه في الإقليم .
 
وأضاف، أن الأجندة تتضمن أيضًا بناء تحالف استراتيجي بين البلدين على المستوى الأمني والسياسي والاقتصادي، واحتمالية مطالبة مصر بزيادة المعونة العسكرية وضمانات لاستمراريتها، أسوة بما قدمته من 38 مليار دولار معونة لإسرائيل لمدة 3 سنوات.

 الاقتصادى
وأكد سامح شكري وزير الخارجية أن العلاقات المصرية - الأمريكية متشعبة وعميقة على مدى عقود طويلة، مشيرا إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي سيركز خلال زيارته على الجانب الاقتصادي وذلك حتى تنطلق مصر نحو وضع أفضل يحقق طموحات الشعب المصري.

وأوضح شكري، في تصريح خاص للتلفزيون المصري اليوم، أن الرئيس السيسي سيلتقى مع قطاع عريض من متخذي القرار في الإدارة ومراكز الأبحاث، لافتا في الوقت نفسه إلى وجود تواصل مع كبرى الشركات الأمريكية، وأن الرئيس السيسي سيلقي كلمة في الغرفة التجارة الأمريكية.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تملك قدرة اقتصادية ضخمة يمكن أن تساهم في دعم الاقتصاد المصري من خلال زيادة الاستثمارات المباشرة وإتاحة الفرصة أمام مصر للتفاعل مع المؤسسات الائتمانية الدولية، موضحا أن هذه الأمور حيوية بالنسبة لخطة إصلاح الاقتصاد المصري.

التعاون
وشدد السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، على أهمية زيارة السيسي المرتقبة لأمريكا، لإعادة العلاقات بين البلدين إلى المرحلة السابقة على قدوم  الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما للبيت الأبيض.
 
ولفت هريدي، إلى أن زيارة السيسي ستكون أول زيارة رسمية لرئيس مصري إلى أمريكا في الإطار الثنائي، منذ عام 2004، موضحًا أنّ زيارة الرئيس الأسبق حسني مبارك للولايات المتحدة الأمريكية في عام 2010 كانت ضمن وفد رسمي، أما زيارات السيسي فكانت للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة .
 
وأشار إلى أنّ الزيارة ستعزز العلاقات الثنائية بين الدولتين وتفتح مجالات التعاون بينهم، في مقدمتها الحصول على تأييد الولايات المتحدة الأمريكية ومساعدتها في الحرب على الإرهاب، آملاً في أن تخرج واشنطن برسالة واضحة بعد انتهاء الزيارة تعلن فيها دعمها لمصر في حربها على الإرهاب.
 
وأردف هريدي، أن الزيارة ستتيح لمصر توضيح موقفها من استئناف مفاوضات السلام بين فلسطين وإسرائيل، والتأكيد على أنه لا سبيل لتحقيق السلام بينهم إلا عن طريق حل الدولتين، والتوقف عن عملية الاستيطان التي تعوق الوصول إلى هذا الحل.

توطيد العلاقات مع مصر  
واكد الدكتور معتز بالله عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما صرح في وقت سابق أن مصر ليست حليفة للولايات المتحدة الأمريكية، لافتًا إلى أن ترامب وضع علامة "إكس" على كل تصريحاته وجعل تقوية العلاقات المصرية الأمريكية على رأس أولوياته.

وأضاف عبد الفتاح، خلال برنامج "حلقة الوصل"، على قناة "أون لايف"، أن مصر في أشد الحاجة للتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية في كافة المجالات، كما أن أمريكا إذا فقدت مصر فهي تعني أنها فقدت المدخل الأهم لمنطقة الشرق الأوسط، لذا كان من الضروري على أمريكا أن تجسر العلاقات المصرية الأمريكية وتقويها.، بحسب وسائل اعلام محلية.

تصحيح الصورة
وقال الإعلامي أحمد موسى، عن لقاء "السيسي"، و"ترامب"،أن هذه الزيارة هى الأطول للرئيس السيسي منذ انتخابه.   

وأضاف "موسى" خلال تقديمه برنامج "على مسؤليتي"، المذاع "صدى البلد"، مساء السبت، من واشنطن أن اللقاء سوف يستغرق ساعتين ونصف تقريبًا، منوها أن الرئيس السيسي سوف يقابل أعضاء من الكونجرس ومستثمرين أجانب ووزيري الدفاع والخارجية ومراكز الأبحاث المؤثرة فى دائرة صنع القراربالولايات المتحدة وشركات كبري.  

وأشار إلى أن زيارة الرئيس السيسي، لواشنطن طويلة بسبب محاولته لتصحيح الصورة الذهنية عن بلادنا، منوها أن هناك أموال تدفع للصحف الأمريكية لنشر مقالات تحريضية عن مصر.   

وأوضح: "هناك ضخ مالي قطري- تركي كبير جدًا فى الإعلام الأمريكي هدفه لايتم إدراج جماعة الإخوان كجماعة إرهابية والضغط على الرئيس السيسي والإدارة المصرية بأن يقوموا بدمج الجماعة داخل المجتمع المصري مرة أخري"، منوها أن هناك افتتاحيات تكتب فى بعض الصحف الأمريكية تهاجم وجود الرئيس السيسي فى أمريكا بأوصاف وأسلوب عناصر الإخوان. 

بينما كشف الإعلامى عمرو أديب، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لواشنطن ستسغرق 6 أيام ومستمرة حتى يوم الخميس المقبل، وتابع: "جدول الأعمال فى هذه الزيارة يحتمل أى شئ".

وأضاف "أديب" خلال تقديمه برنامج "كل يوم"، المذاع عبر فضائية "ON E"، وراديو نغم "FM"، أن هذه الزيارة فى غاية الأهمية نظراً لما يترتب عليها من أمور إيجابية كبرى تصب فى صالح القاهرة.

صفعة
وقال الإعلامى الدكتور مايكل مورجان الباحث السياسى ومقدم برنامج النبض الأمريكى، أن زيارة السيسى لواشنطن صفعة قوية على وجه إدارة اوباما التى تمتعت فترة حكمه بدرجة عالية من التوتر مع القيادة المصرية.

وأضاف مايكل مورجان، أن هذة الزيارة تصديق لوعد الرئيس دونالد ترامب خلال تنصيبه بإعادة العلاقات مع الحلفاء الحقيقيين للولايات المتحدة الأمريكية".

مركز إعلامى
وعلى جانب متصل أقامت السفارة المصرية بواشنطن مركزا صحفيا كبيرا لتسهيل مهمة الصحفيين والإعلاميين المتابعين لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للولايات المتحدة ومباحثاته مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والمسئولين الأمريكيين.

وأوضح حسام أمين قطب مسئول المكتب الإعلامى بالسفارة المصرية بواشنطن أن المركز مزوّد بأحدث أجهزة الاتصالات وكافة الأدوات اللازمة لتسهيل عمل الصحفيين والإعلاميين، كما أن المركز يصدر العديد من النشرات لمتابعة أنشطة الزيارة وأصدائها فى وسائل الإعلام المصرية والعربية والأمريكية والدولية حيث تحظى الزيارة باهتمام كبير على كافة الأصعدة.