رياضيون إيرانيون يتضامنون مع المحتجين وينسحبون من منتخباتهم

تفاعل الرياضيون الإيرانيون مع وفاة الشابة مهسا أميني، التي قتلت في مخفر شرطة الآداب بطهران بعد اعتقالها في الشارع بتهمة عدم ارتداء الحجاب الكامل، وانطلاق احتجاجات واسعة في مختلف المدن الإيرانية.


وكان أبرز المحتجين على وفاة الشابة، النجم السابق للمنتخب الإيراني لكرة القدم علي كريمي. وقد تسببت ردود فعله في إثارة الحكومة والمتشددين الذين هددوه وأطلقوا شعارات ضده على هامش صلاة الجمعة الماضية.

ومن كرة القدم إلى كرة اليد، فقد أعلن قائد ونجم منتخب إيران لهذه الرياضة، سجاد أستكي، توديعه للمنتخب الوطني احتجاجاً على قمع المتظاهرين بعد وفاة مهسا أميني.

وكتب أستكي في منشور على إنستغرام: "في هذا الظرف الذي يتعرض فيه الشعب في بلادي إلى الإساءة، بات من واجبي أن أعبر عن تعاطفي معه ومرافقتي له. واحتراماً لرجال ونساء وطني، أقول وداعاً للمنتخب الإيراني إلى الأبد".

سجاد أستكي هو أحد أكثر اللاعبين شهرة في تاريخ كرة اليد الإيرانية، وقد فاز بالفعل بجائزة أفضل لاعب كرة يد في إيران، وحاز على لقب وصيف بطل آسيا مع المنتخب الإيراني، وهو يلعب حالياً في نادي دينامو بوخارست بالدوري الروماني.

أما على صعيد المبارزة بالسيف، فقد قرر عضو منتخب إيران لهذه الرياضة، مجتبى عابديني، وهو الآخر رياضي بارز، الاستقالة من المنتخب الوطني الإيراني، احتجاجاً على قمع المتظاهرين في المدن الإيرانية.

وكان عابديني قد فاز بالمركز الرابع في أولمبياد ريو دي جانيرو، وهو أشهر مبارز مثَّل إيران في المنافسات الأولمبية.

وكتب على إنستغرام: "في ظل هذه الظروف، حيث يتعرض أبناء وطني للإساءة والضرب، من واجبي أن أعبّر عن تعاطفي وتضامني مع رجال ونساء بلدي، وأقول وداعاً للمنتخب الإيراني إلى الأبد".

عودةً إلى ساحات كرة القدم، فقد أعلن اللاعب السابق في المنتخب الإيراني لكرة القدم والنجم السابق لفريق هابورغ الألماني، مهدي مهدي كيا، احتجاجه على العنف المفرط لقوات الأمن الحكومية ضد المحتجين الإيرانيين. ونشر على إنستغرام صورة لتصدي ضابط شرطة لامرأتين وكتب يقول: "تجعلون الناس يكرهونكم أكثر، هل تضرون النساء؟ عار على انعدام الشرف هذا".

كما كتب القائد السابق للمنتخب الإيراني مسعود شجاعي، الذي له تاريخ طويل في اللعب مع منتخب كرة القدم الإيراني في نهائيات كأس العالم، على "إنستغرام": "المرأة الإيرانية لديها ذكاء وشخصية وأصالة واسم وهوية ورمز واحترام وثقافة وفن، فلا تحتاج إلى من يرشدها" في إشارة إلى دوريات الإرشاد.

ومن بين لاعبي كرة القدم الآخرين النشطين في هذا المجال، اللاعب الكردي الإيراني وريا غفوري، الكابتن السابق لفريق "الاستقلال" الذي يلعب حالياً مع فريق "فولاذ الأهواز".

وندد غفوري بسرعة بمقتل مهسا أميني، وبما أنه من اللاعبين الناشطين على مواقع التواصل ويعلق دائماً على القضايا السياسية والاجتماعية، فقد أصبح حسابه بعد التعليق الأخير غير متاح في إيران.

وبعد وفاة مهسا أميني، وقبل بدء الاحتجاجات، أبدى العديد من لاعبي المنتخب الوطني الإيراني عن إدانتهم لقتلها. وكان علي رضا جهانبخش، لاعب نادي "أيندهوفن" الهولندي، أول لاعب يعبر عن امتعاضه فكتب: "يغطى شعر فتياتنا بالأكفان".

ولاحقاً، أعاد إحسان حاج صافي، كابتن منتخب إيران في المباراة أمام أوروغواي، نشر نفس المنشور على صفحته على "إنستغرام". بدوره أبدى اللاعب التركماني الإيراني، سردار آزمون مهاجم نادي "باير ليفركوزن" الألماني، امتعاضه لطريقة معاملة مهسا أميني وغيرها من الإيرانيات.

ولكن مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية، فقد أزيلت منشورات جميع اللاعبين المدعوين إلى معسكر المنتخب الوطني بضغط من الاتحاد الإيراني لكرة القدم، في حين ظلت تصريحات لاعبين مثل سروش رفيعي ومهدي قايدي، اللذين لم تتم دعوتهما إلى هذا المعسكر، على صفحاتهما. احتجاج الرياضيات الإيرانيات

في السياق نفسه، عبّرت حاملة الرقم القياسي في العدو السريع في إيران، فرزانة فصيحي عن موقفها المندد بمقتل مهسا أميني وكتبت: "الغضب والكراهية والحزن هي مشاعري اليوم، ألعن الظلم والظالم، فلتكسر اليد التي ترفع على الفتاة الإيرانية".

وآخر الریاضیات المحتجات على مقتل مهسا أميني كانت نجمة كرة اليد الإيرانية، راضية جانباز التي كتبت في منشور على "إنستغرام" أمس: "احتراماً لروح أختي مهسا أميني الغالية، وكل فتيات وطني اللواتي لم تسمع أصواتهن، أنهض وأضم صوتي وخطواتي إلى الناس كواجب من واجباتي، وأقول وداعاً للمنتخب الوطني لكرة اليد".